يرحب التحالف الوطني الديمقراطي بنتائج الانتخابات البرلمانية والتي عكست رغبة المواطنين بالتغيير في استجابة لخطاب القيادة السياسية، كما يشيد بعودة المرأة الكويتية الى مقاعد مجلس الأمة وحصول بعض المرشحات على أرقام تعتبر لافتة ومن شأنها أن تكسر حواجز اجتماعية في بعض الدوائر الانتخابية.
يعبر التحالف الوطني الديمقراطي عن رفضه التام لما يسمى بـ "وثيقة القيم" التي تتعارض مع الأسس الدستورية والدولة المدنية، وتدعو بشكل غير مباشر الى تنقيح القوانين وأسملتها بما يقوض النظام الديمقراطي الذي يعزز من التنوع المجتمعي والفكري والديني أيضا.
جاء الأمر الأميري بتكليف الفريق أول متقاعد الشيخ أحمد النواف الأحمد الصباح وسط ظروف سياسية معقدة وأوضاع اقتصادية صعبة واستحقاقات انتخابية قادمة، مما يتطلب التعامل مع المستقبل القريب جدا والبعيد بمنهجية مختلفة عما سارت عليه أغلب الحكومات.
وإذ يهنئ التحالف الوطني الديمقراطي الفريق أول متقاعد الشيخ أحمد النواف على تكليفه بتشكيل الوزارة الجديدة، فإنه يشدد على أن التمسك بالدستور منهجا ونظاما وأحكاما ركيزة أساسية لأي مرحلة جديدة في العلاقة ما بين الحكومة والشعب من جهة، ومن جهة أخرى مع مجلس الأمة القادم.
ويؤكد التحالف الوطني أن المسؤولية الأولى اليوم أمام رئيس الوزراء المكلف هو الاستعداد للانتخابات البرلمانية القادمة بما يحقق لها أعلى معايير النزاهة، ويحفظ مسارها من تدخل المال السياسي، ويحمي مخرجاتها مما يسمى بالتشاوريات أو الفرعيات، ويقي أجوائها من الخطابات الطائفية والعنصرية المدمرة للوحدة الوطنية، وضمان عدم تدخل الوزراء بشكل مباشر أو غير مباشر في دعم مرشحين عبر تمرير المعاملات.
ويرى التحالف أن التوجيه السامي للشعب بحسن اختيار ممثليه في الانتخابات القادمة، يضع التزاما على رئيس الوزراء المكلف وحكومته القادمة لخلق بيئة إيجابية تشجع الناخبين على اختيار الكفاءات الوطنية بعيدا عن التعصبات والمصالح الضيقة، ودعم أي تعديلات تشريعية تساهم تطوير العملية الانتخابية وقوانينها.
كما يرى التحالف الوطني الديمقراطي أن مرحلة ما بعد الانتخابات القادمة تحمل استحقاقات غير مسبوقة وملفات معلقة منذ سنوات، مما يتطلب من رئيس الوزراء المكلف الاستفادة من الوقت الحالي وحتى اجراء الانتخابات، لدراستها ومعرفة تفاصيلها، والاستعداد للفصل التشريعي القادم بحكومة على قدر عال من الكفاءة والمسؤولية، ووزراء يضعون مصلحة الكويت نصب أعينهم وليس مصالحهم الشخصية.
إن الترحيب الشعبي والسياسي بتكليف الفريق أول الشيخ أحمد النواف لتشكيل الوزارة الجديدة رسالة دعم مبكرة تحمل الرئيس المكلف مسؤولية وطنية لتحقيق تطلعات الشعب الكويتي، ويؤكد "التحالف" أن أي إجراءات إصلاحية يتخذها النواف ستكون محل دعم للاستمرار بهذا النهج.
تلقى التحالف الوطني الديمقراطي كلمتي القيادة صاحب السمو أمير البلاد وولي عهده الامين ببالغ السعادة والتقدير لنا فيهما من معان سامية وراقية والتزام صريح بالأسس الدستورية والديمقراطية التي بنيت عليها السياسية الكويتية المعاصرة.
لقد جاءت تلك الكلمات لتضع حدا للفوضى السياسية والقلق واليأس الذي عاشه الكويتيون مؤخرا بسبب التعطيل المقصود للحياة السياسية والمؤسسات الدستورية. كما اخمدت تلك الكلمات جميع روافد الاشاعات التي نخرت مجتمعنا وأوهنت نظامنا السياسي والاقتصادي وزعزعت ثقة الناس في النظام السياسي.
ويثمن التحالف عاليا المبادئ الدستورية السامية التي ارتكز عليها خطاب القيادة السياسية وعلى رأسها اعادة الأمر الى الشعب الكويتي ليختار ممثليه من دون تدخل السلطة السياسية فيها علاوة على قرار عدم التدخل في اختيار نواب المجلس القادم لمن سيتولى منصب رئاسة المجلس.
من جانب آخر يقدر التحالف الاشارات الواضحة لفشل السلطتين في اداء مهامهما وتدخل كل منهما في عمل الاخرى.
لذا يدعو التحالف الوطني الديمقراطي جميع القوى السياسية والشعب الكويت لانتهاز هذه الفرصة لإعادة بناء الثقة في مؤسساتنا السياسية والديمقراطية والى حسن اختيار نوابهم للمجلس القادم.