تحل اليوم الذكرى السنوية للغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت، مستذكرين بذلك ليلة الغدر والاحتلال، ودماء الشهداء التي سالت على تراب الوطن دفاعا عن استقلاله وشرعيته وشعبه.
وإذ نستذكر صمود الشعب الكويتي ومقاومته الباسلة في وجه العدوان، فإن الكويت اليوم تعيش عدوان آخر مس دستورها وديمقراطيتها، وخلق حالة غير مسبوقة من الضياع السياسي والشتات الاقتصادي والتفكك الاجتماعي، فحل الفساد في كل مواقع الدولة، وسيطرت الأفكار الرجعية على كل مناحي الحياة، وتمزقت الوحدة الوطنية بشدة دون أن تحرك ساكنا مؤسسات الحكم والحكومة والبرلمان والقضاء.
إن المسؤولية الوطنية اليوم توجب على الجميع التوقف أمام الحالة التي وصلتها الدولة، والتمسك بالدستور نصا وروحا، فإن ترف الوقت لم يعد قائما، ورغد الحياة انتهى، ورخاء المال العام في زوال، والخيارات لبقاء الدولة والنهوض بها لم تعد تتسع للغو السياسي والترقيع الاقتصادي.
رحم الله شهداء الكويت البررة، وأسكنهم فسيح جناته.